Monday, August 31, 2009

ورشة فنية لأطفال الشوارع

“سحاب”

ورشة فنية لأطفال بلا مأوى

مسرح روابط

يونيو 2008

  فى هذه التدوينة أود أن ألقى الضوء على إحدى التجارب التى تمت فى مصر التى توضح الدور الهام للفن فى حياة الأفراد والمجتمع. فنعرض ورشة فنية متنوعة أعدت وشارك فيها أطفال الشوارع. ضمت الورشة أنواعاً متعددة من الفنون وهى الرسم، والتمثيل، وتحريك العرائس، والموسيقى، والغناء. شاركت فى هذه الورشة منظمات عديدة وهيئات دولية مثل اليونيسيف، مسرح روابط، ساقية الصاوى، جمعيات أهلية،…إلى آخره. وفيها تم إستخراج المبدع من داخل طفل الشارع من خلال تعامله مع الألوان والعرائس والآلات الموسيقية المختلفة. فهى قائمة على التعامل مع طفل الشارع على أنه إنسان وليس كائن غير مرغوب فيه. وهذه هى الخطوة الأولى لحل مشكلة أطفال الشوارع وتبعاتها المدمرة للمجتمع. فتجاهل واحتقار هذه الفئة هى دائرة مفرغة تبدأ بالتجاهل، وتمر بالاحتقار، وسوء المعاملة من المجتمع لطفل الشارع، وتنتهى به عالة على المجتمع أو مدمراً له، كأن يصبح شحاذاً أو مجرماً أو –على أحسن تقدير- كتلة من الأمراض النفسية والعضوية.  

 فمن خبرتى مع أطفال الشوارع (فى بحث التخرج الذى قمت به)، هم يمتلكون قيماً سامية ولكن تدفنها أطنان القمامة التى يعيشون بداخلها، والأسر المفككة والمدمرة التى يخرجون منها، وغياب الأمل والحلم. وفى ذلك عندى قصص وقصص من أفواه 171 طفل وطفلة تمت محاورتهم وإجراء لقاءات معهم، ولكن لا يتسع المجال لهذه القصص هنا. إلا أن ما استخلصته من كل هذه اللقاءات، أن التعامل الإنسانى مع هؤلاء، يخرج أفضل ما فيهم لأنه يجعلهم يشعرون بآدميتهم. وهذا يمنع سخطهم على المجتمع بأسره ويتقى شرهم. ففهم محتاجون إلى التقويم والاحتواء وليس العنف فى غالب الأحيان. وكما نقول دائماً “الوقاية خير من العلاج”، فكلما ظلوا فى حياة الشارع لفترة أطول، كلما كان من الأصعب الإصلاح والتقويم.

 ملخص ما ورد بالفيلم: (لمشاهدة الفيلم:  http://www.egyptcivilsociety.org/videos/index.php?item=33)

تم استخدام هذه الفنون المختلفة فى إخراج الطاقات من داخل الطفل كأسلوب مبتكر للتعامل معه من حيث التحليل النفسى وفهم ما بداخله من تجارب قد تكون قاسية مرت به فى حياته فى الشارع. فهى تعطى مساحة للطفل للتعبير عن نفسه واكتشاف مواهبه الدفينة. كما أن معرض اللوحات الذى أقيم لهؤلاء الأطفال (فى ساقية الصاوى مثلا) سمح للطفل أن يتعامل مع الزوار على أنه طفل وفنان، وأوجد نقطة لالتقاء الزوار مع الأطفال ومحاولة فهمهم عن طريق فتح جسور للحوار بين الطرفين. كما أن هذه الورش الفنية من شأنها تعليم هؤلاء الأطفال قيم وسلوكيات إيجابية بشكل غير مباشر مما يؤدى إلى تغيير فى أسلوب حياتهم ونظرتهم لأنفسهم وللواقع وللمستقبل.

وقد أثر الفن على الأطفال على صعيدين أساسيين هما: أولاً، تقوية العلاقة بين الأطفال وبين الأخصائيين النفسيين لأن مساحة التفاهم بينهم اتسعت مما أوضح خفايا كثيرة بداخلهم. وثانياً، إتاحة الفرصة لعقل الطفل لأن يتصور مستقبله بشكل مختلف عن الشكل المظلم الذى قد يفرضه عليه المجتمع أو المحيط الذى يعيش فيه. فقد أدرك الأطفال مواهبهم وتفتحت أمامهم مجالات أرحب للعمل عن طريق نظرة مستقبلية أوسع سمحت لهم بها الورش. فهم الآن تعلموا أشياء كثيرة وتعرفوا على أشياء لم تكن فى نطاق تخيلهم. فهم الآن، باختصار، بدؤوا يحلمون بغد أفضل.

 تحدثت فى هذا الفيلم التسجيلى السيدة/ عالية مسلم، منسقة برنامج حماية أطفال الشوارع باليونيسيف، والسيدة/ شيماء كامل، فنانة تشكيلية مشاركة فى برنامج “سحاب”، والسيدة/ ندى، فنانة مشاركة فى برنامج “سحاب” فى نشاط العرائس.

 

[Via http://abcdevelopment.wordpress.com]

No comments:

Post a Comment